أصدر القضاء حكماً يمنع أعضاء الحزب الوطنى من الترشح فى الانتخابات البرلمانية، وهو قرار حكيم فى ظل حالة الارتباك السياسى التى نعيشها، كتبت الصحف والمواقع الإخبارية أسماء الممنوعين والمعزولين من الحزب الوطنى بالاسم والوظيفة والمكان الذى كان يشغله كل منهم فى الحزب وبمنتهى الدقة وعلى سبيل الحصر لا المثال، ولكن هل تستطيع تلك الصحف والمواقع أن تطبق هذا الحصر على تنظيم وجماعة الإخوان؟! الإجابة بكل صراحة ووضوح وقطع وحسم: لا طبعاً، هذه هى المشكلة، فالحزب الوطنى كان حزباً علنياً تتحرك قياداته فى النور وكل من ينتمى إليه سواء فى القمة أو القاعدة يحمل كارنيهاً وكل من حوله أصدقاء وجيراناً يعرفون أنه حزب وطنى، ولذلك كان قرار منع الترشح محدداً وتستطيع حصر المقصود والمستهدف منه بمنتهى السهولة، لكن فى حالة الإخوان هذا التنظيم السرى والذى اكتشفنا بعد 25 يناير أن خلاياه النائمة وأذرعه السرية الأخطبوطية وعدد ممارسى التقية فيه أضعاف أضعاف المعلن والمعروف لدرجة أن الأسرة نفسها فى أغلب الأحيان كانت تكتشف فجأة أن الأب أو الابن إخوانى منذ سنوات والأمر غير معلن وكأننا أمام مسلسل رأفت الهجان! إذن التحدى ما زال قائماً هل يستطيع إعلامى أن يفعل مثلما فعل بعد حكم القضاء بمنع ترشح أعضاء الحزب الوطنى ويذكر لنا أسماء الإخوان الممنوعين من الترشح بنفس درجة الدقة؟! النتيجة أننا سنكون فى معركة انتخابية محكوم فيها قطعياً وممنوع فيها قضائياً دخول أى عضو حزب وطنى ولا يمكن أن تتسرب إليها قيادة من قياداته، أما الوضع بالنسبة للإخوان فهو وضع مختلف، فحتماً سيتسرب نتيجة تركيبة هذا التنظيم السرى الشيطانى عدد إخوانى كبير من ثقوب القانون ومن تحت الباب ومن الشباك ومن على المواسير ومن تحت غطاء البلاعة، لأنك ببساطة ليس لديك صك أو إثبات رسمى أو ورقة هوية قانونية تثبت بها أن هذه الخلية النائمة إخوانية حتى النخاع ومستيقظة حتى عودة المرسى المنتظر، المساواة مطلوبة، وكما أفسد الحزب الوطنى الحياة السياسية، أفسد الإخوان الحياة السياسية والإنسانية وسمموا آبار حياتنا ووجودنا وهويتنا نفسها، على الأقل حسام بدراوى لم يقتل ولم يحرض ولم يحرق، على الأقل مفيد شهاب شارك بجهد قانونى رفيع فى قضية استعادة طابا وسيناء على عكس من فرطوا فى سيناء وزرعوا فيها الإرهابيين لقتلنا، هناك فرق رهيب بين أن تحارب وتمنع وتعزل كياناً معروفاً واضح الملامح دقيق الأسماء، وأن تحارب أشباحاً ومصاصى دماء وقتلة وعصابة ماسونية تربت وترعرعت فى كهوف الإرهاب.